
مخ الإنسان - أرشيفية
أُثيرت فى الفترة الأخيرة اعتقادات مختلفة عن أداء جسم الإنسان، وكان من أكثرها شيوعًا وتصديقًا هو أن الإنسان لا يستخدم كل قدرات مخّه، وانه يستثمر جزءًا قليلا من هذه القدرات فقط، وكان ذلك مُلحقًا بتمرينات معينة لتفعيل باقى خلايا المخ واستثمارها، ولكن هل هذا الأمر ثابت ويمكن اعتباره حقيقة علمية؟.
أرجع الباحثون صحة هذا الاعتقاد إلى الادّعاء بأن أجهزة رصد نشاط المخ فى بداياتها لم تكن قادرة سوى على تسجيل جزء قليل من ذلك النشاط الذى قدّره العلماء فى بدايات القرن العشرين بنحو عشرة فى المئة فقط، ولكن الحقيقة تكمن فى أن كل جزء فى المخ تتم الاستفادة منه بشكل فعلى وكامل، وكل خلية عصبية فى المخ تكون نشطة دائمًا وطوال الوقت، وقد يزداد نشاطها خلال تنفيذ مهمة معينة، وربّما يتباطأ نشاط بعض الخلايا فى وقت من الأوقات، ولكنه لا يتوقف بشكل كامل، فالخلايا العصبية التى تتوقف عن الاستجابة للأوامر والنشاط العصبى تضمر وتموت.
فى هذا السياق أيضًا، أظهرت نتائج دراسة للمجلس الوطنى للبحوث بالولايات المتحدة الأمريكية – عن منتجات تحسين الأداء – عدم التوصّل إلى مواد محدّدة يمكنها تحفيز أنشطة المخّ بديلًا عن الممارسة والتدريب والعمل الجاد، وجدير بالذكر أنه باستخدام التقنيات الحديثة كالأشعة المقطعية وأشعة الانبعاث البوزيترونى وأشعة الرنين المغناطيسى، نجح الباحثون فى تحديد العديد من الموضوعات التى لها وظائف نفسية داخل مراكز وأنظمة المخ وتؤثّر على طريقة عمله.


